هل المشرك حسن و فيه خير؟! أو نقرأ في سورة التوبة ذاتها (الآية 108) لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ
أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ أي أحق من مسجد
ضرار الذي بناه المنافقون للعبادة، مع أننا نعرف أن العبادة في مسجد ضرار ليست بحق
أبدا، فنظير هذه التعابير في القرآن و اللغة العربية، بل في سائر اللغات كثير.
من مجموع ما ذكرناه نستنتج أن رواية النعمان بن بشير لأنّها مخالفة لمحتوى
القرآن ينبغي أن تطرح و تنبذ جانبا، و أن نأخذ بما ينسجم و ظاهر الآي، و هو ما
قدمناه بين يدي تفسير هذه الآيات، على أنّه سبب لنزولها، و أنّه لفضيلة كبرى لإمام
الإسلام العظيم علي عليه السلام.
نسأل اللّه أن يثبت أقدامنا على متابعة الحق و أهله من الأئمّة الصالحين، و أن
يجنبنا التعصب، و يفتح أبصارنا و أسماعنا و أفكارنا لقبول الحق.
2- ما هو مقام الرضوان؟
يستفاد من الآيات- محل البحث- أنّ مقام الرضوان الذي هو من أعظم المواهب التي
يهبها اللّه المؤمنين و المجاهدين في سبيله، هو شيء غير الجنات و النعيم المقيم و
غير رحمته الواسعة.
و سنتناول بيان هذا الموضوع ذيل الآية (72) من هذه السورة، في تفسير جملة وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ إن شاء اللّه.