responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 564

و لو كان القياس بين الإيمان و سقاية الحاج المقرونة بالإيمان و الجهاد، لكانت جملة وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‌ لغوا- و العياذ باللّه- لأنّها حينئذ لا مفهوم لها هنا.

ثالثا: إنّ الآية الثّانية- محل البحث- التي تقول‌ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً مفهومها أن أولئك أفضل و أعظم درجة ممن لم يؤمنوا و لم يهاجروا و لم يجاهدوا في سبيل اللّه، و هذا المعنى لا ينسجم و كلام النعمان- آنف الذكر- لأنّ المتكلمين وفقا لحديثه كلهم مؤمنون و لعلهم أسهموا في الهجرة و الجهاد رابعا: كان الكلام في الآيات المتقدمة عن إقدام المشركين على عمارة المساجد و عدم جواز ذلك: ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ‌ و الآيات محل البحث تعقب على الموضوع ذاته، و يدل هذا الأمر على أن موضوع الآيات هو عمارة المسجد الحرام و سقاية الحاج حال الشرك، و هذا لا ينسجم و رواية النعمان.

و الشي‌ء الوحيد الذي يمكن أن يستدل عليه هو التعبير ب أَعْظَمُ دَرَجَةً حيث يدل على أن الطرفين المقيسين كل منهما حسن بنفسه، و إن كان أحدهما أعظم من الآخر.

إلّا أنّ الجواب على ذلك واضح، لأنّ أفعل التفضيل غالبا تستعمل في الموازنة بين أمرين، أحدهما واجد للفضيلة و الآخر غير واجد، كأن يقال مثلا:

الوصول متأخرا خير من عدم الوصول، فمفهوم هذا الكلام لا يعني أن عدم الوصول شي‌ء حسن، لكن الوصول بتأخير أحسن.

أو أننا نقرأ في القرآن‌ وَ الصُّلْحُ خَيْرٌ أي من الحرب [سورة النساء الآية 28] فهذا لا يعني أنّ الحرب شي‌ء حسن.

أو نقرأ مثلا وَ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ‌ [سورة البقرة الآية 221] ترى‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 564
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست