و إن كان القرآن الكريم أعلن براءة اللّه من المشركين بشكل مطلق، إلّا أنّ
الذي يستفاد من الرّوايات أنّ عليّا عليه السلام قد أمر بإبلاغ أربع مواد إلى
الناس، و هي:
1- إلغاء عهد المشركين.
2- لا يحق للمشركين أن يحجّوا في المواسم المقبلة.
3- منع العراة و الحفاة من الطواف الذي كان شائعا و مألوفا حتى ذلك الوقت.
4- منع المشركين من دخول البيت الحرام.
و
قد جاء في تفسير مجمع البيان عن الإمام الباقر عليه السلام أنّ الإمام عليا خطب في موسم الحج ذلك العام فقال: «لا
يطوفن بالبيت عريان، و لا يحجن البيت مشرك، و من كان له مدة فهو إلى مدته، و من لم
تكن له مدة فمدته أربعة أشهر».
و في بعض الروايات إشارة إلى المادة الرّابعة، و هي عدم دخول المشركين و عبدة
الأصنام البيت الحرام [1].
3- من هم الذين كانت لهم عهود «إلى مدّة»
يظهر من أقوال المؤرخين و بعض المفسّرين أنّ الذين كانت لعهدهم مدة، هم جماعة
من بني كنانه و بني ضمرة، فقد بقي من عهدهم في ترك المنازعة تسعة أشهر، و قد بقي
النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على عهده وفيّا، لأنّهم بقوا أوفياء لعهدهم و
لم يظاهروا المشركين في مواجهة الإسلام حيت انتهت مدّتهم [2].
و قد عدّ بعضهم طائفة بني خزاعة من هؤلاء الذين كان لعهدهم مدّة. [3]
[1] جاء في بعض الرّوايات منع
المشركين من دخول المسجد.