responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 527

كما هو الحال في يهود بني النضير و بني قريظة، فواجههم النّبي بشدة و طردهم من المدينة، لكن بعض المعاهدات بقيت سارية المفعول، سواء كانت ذات أجل مسمى أو لم تكن.

الآية الأولى من الآيتين محل البحث تعلن للمشركين كافة بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‌.

ثمّ أمهلتهم مدّة أربعة أشهر ليفكروا فيها و يحدّدوا موقفهم من الإسلام، فإمّا أن يتركوا عبادتهم للأصنام، أو يتهيئوا للمواجهة و القتال، فقالت: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ [1] وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ‌

ملاحظتان‌

1- هل يصحّ إلغاء المعاهدة من جانب واحد؟!

نحن نعرف أنّ الإسلام أولى أهمية قصوى للوفاء بالعهد و الالتزام بالمواثيق حتى مع الكفار و المشركين، و هنا ينقدح سؤال و هو: كيف أمر القرآن بإلغاء العهود التي كانت بين المسلمين و المشركين من جانب واحد؟! و يتّضح الجواب بملاحظة الأمور التالية:

أوّلا: كما صرّح في الآيتين (7) و (8) من هذه السورة فإنّ إلغاء هذا العهد لم يكن دون أية مقدمة، بل هناك قرائن و دلائل ظهرت من جانب المشركين تدلّ على نقضهم عهدهم، و أنّهم كانوا على استعداد- في ما لو استطاعوا- أن يوجهوا ضربة قاضية للمسلمين دون أدنى اعتناء بعهودهم التي عاهدوها، و من المنطقي‌


[1] «سيحوا» فعل أمر مشتق من «السياحة» و معناها الجولة الهادفة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 527
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست