أي لا تنتظروا حتى يهجم العدوّ فتستعدوا عندئذ لمواجهته، بل يجب أن تكون لديكم
القدرة و الاستعداد اللازم لمواجهة هجمات الأعداء المحتملة.
و تضيف الآية قائلة: وَ مِنْ رِباطِ
الْخَيْلِ.
«الرّباط» بمعنى شدّ الشيء، و يرد
هذا الاستعمال كثيرا بمعنى ربط الحيوان في مكان ما لرعايته و المحافظة عليه، و قد
جاء هذا اللفظ هنا بما يناسب ذلك بمعنى الحفظ و المراقبة بصورة عامّة.
و «المرابطة» تعني حفظ الحدود، و تأتي كذلك بمعنى الرقابة على شيء آخر، و
يطلق على مكان شدّ وثاق الحيوان ب «الرباط» و لذلك سمّت العرب أماكن نزول
المجاهدين رباطا أيضا.
ملاحظات
1- في الجملة القصيرة- آنفة الذكر- بيان لأصل مهم في الجهاد و حفظ وجود
المسلمين و ما لديهم من مجد و عظمة و فخر، و التعبير في الآية واسع إلى درجة أنّه
ينطبق على كل عصر مصر تماما.
و كلمة «قوّة» و إن قصرت لفظا، إلّا أنّها ذات معنى وسيع و مغزى عميق، فهي لا
تختص بأجهزة الحرب و الأسلحة الحديثة لكل عصر فحسب، بل تتسع لتشمل كلّ أنواع القوى
و القدرات التي يكون لها أثرا ما في الإنتصار على الأعداء، سواء من الناحية
المادية أو الناحية المعنوية.
فالذين يرون أنّ السبيل الوحيد للانتصار على الأعداء هو كمية السلاح، هم على
خطأ كبير، لأنّنا شاهدنا في عصرنا الحاضر شعوبا قليلة العدد و أسلحتها غير