responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 47

خيانة. [1] و في الحقيقة إنّ من أكبر عوامل الشقاء التي يعاني منها الناس في هذه الحياة، و مصدر الكثير من الصراعات الإجماعية الواسعة التي تؤدي- مضافا إلى الخسائر الفادحة في المال و النفس- الى زعزعة الاستقرار الروحي، هو الحسد و الحقد.

فنحن نعرف الكثير ممن لا ينقصهم شي‌ء في الحياة، و لكنّهم يعانون من الحسد و الحقد للآخرين، و هو عذابهم الوحيد الذي يعكر صفو حياتهم و يضيق عليهم رحبها، و يترك معيشة هؤلاء المرفهين ساحة تجوال عساكر الحزن و الغم، و تدفعهم إلى سلوكيات مرهقة و غير منطقية.

إنّ أهل الجنّة معافون من هذه الشقاوات و المحن بالكلية، لأنّهم لا يتصفون بهذه الصفات القبيحة، فلا حسد و لا حقد في قلوبهم، و لهذا لا يتعرضون لعواقبها النكرة. إنّهم يعيشون معا في منتهى التواد و التحابب و الصفاء و السكينة.

إنّهم راضون عن وضعهم الذي هم فيه، حتى الذين يعيشون في مراتب أدنى من الجنّة لا يحسدون من فوقهم أبدا، و لهذا تنحل أعظم مشكلة تعترض طريق التعايش السلمي.

و لقد نقل بعض المفسّرين حديثا في المقام عن السدّي قال: «إنّ أهل الجنّة إذا سيقوا إلى الجنّة وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فيشربون من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غلّ، فهو الشراب الطهور، و اغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم، فلن يشعثوا و لن يشحبوا بعدها أبدا» [2] إن هذا الحديث و إن لم ينته سنده إلى النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة عليهما السلام و إنّما رواه أحد المفسّرين و هو «السّدي» و لكنّه لا يبعد أن يكون قد روي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في‌


[1] للمزيد من التوضيح راجع الآية (161) من سورة آل عمران.

[2] تفسير المنار، المجلد 8، الصفحة 421.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست