responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 446

مَفْعُولًا.

و ليعرف الحق من الباطل في ظلال ذلك النصر غير المتوقع و المعجزة الباهرة و لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‌ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ.

و المراد من «الحياة» و «الهلكة» هنا هو الهداية و الضلال، لأنّ يوم بدر الذي سمّي يوم الفرقان تجلّى فيه الإمداد الإلهي لنصرة المسلمين، و ثبت فيه أن لهؤلاء علاقة باللّه و أنّ الحق معهم.

و تعقبّ الآية قائلة: وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ‌.

فقد سمع نداء استغاثاتكم، و كان مطلعا على نيّاتكم، و لذلك أيّدكم بنصره على أعدائكم.

إنّ القرائن تدلّ عن أنّ بعض المسلمين لو كانوا يعرفون حجم قوّة أعدائهم لامتنعوا عن مواجهتهم، مع أنّ طائفة أخرى من المسلمين كانوا مطيعين للنّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مواجهة جميع الشدائد، لهذا فإنّ اللّه جعل الأمور تسير بشكل يلتقي فيه المسلمون- شاءوا أم أبوا- مع أعدائهم، فكانت المواجهة المصيرية.

و كان النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد رأى فيه منامه من قبل أن قلّة المشركين تقاتل المسلمين، و كانت هذه الرؤيا إشارة إلى النصر و بشارة به، فقد رواه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للمسلمين فازدادت العزائم في الزحف نحو معركة بدر.

و بالطبع فإنّ رؤيا النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، في منامه كانت صحيحة، لأنّ قوّة الأعداء و عددهم بالرغم من كثرتهم الظاهرية، إلّا أنّهم كانوا قلّة في الباطن ضعفاء غير قادرين على مواجهة المسلمين، و نحن نعرف أنّ الرؤيا ذات تعبير و إشارة، و أن الرؤيا الصحيحة هي التي تكشف الوجه الباطني للأمور.

و الآية الثّانية: من الآيات محل البحث تشير إلى الحكمة من هذا الأمر، و النعمة التي أولاها سبحانه و تعالى للمسلمين عن هذا الطريق، فتقول: إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا وَ لَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ‌ و لهبطت معنوياتكم، و لم يقف الأمر

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست