responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 403

ائتمن خان، و إن صام و صلى و زعم أنّه مسلم».

كما أن ترك الخيانة في الأمانة يعدّ من الحقوق و الواجبات الإنسانية، حتى إذا كان صاحب الأمانة غير مسلم فلا تجوز خيانة أمانته.

و يقول القرآن في آخر الآية: وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‌ أي أنّه قد يصدر منكم على نحو الخطأ ما هو خيانة، و لكن تقدموا على الخيانة و أنتم تعلمون، فإنّ عملا كعمل (أبي لبابة) لم يكن لجهل أو خطأ، بل بسبب الحب المفرط للمال و البنين و حفظ المصالح الشخصية الذي قد يسد في لحظة حساسة كل شي‌ء بوجه الإنسان، فكأنّه لا يرى بعينه و لا يسمع بأذنيه ... فيخون اللّه و رسوله، و هذه في الحقيقة خيانة مع العلم، و المهم أن يستيقظ الإنسان بسرعة كما فعل (أبو لبابة) ليصلح ما قام بتخريبه.

و الآية بعدها تحذر المسلمين ليجتنبوا الماديات و المنافع العابرة، لئلا تلقى على عيونهم و آذانهم غشاء فيرتكبون خيانة تعرّض المجتمع إلى الخطر فتقول:

وَ اعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ.

و كلمة «فتنة»- كما ذكرنا- تأتي في مثل هذه الموارد بمعنى وسيلة الامتحان، و الحقيقة أنّ أهم وسيلة لامتحان الإيمان و الكفر و الشخصية و فقدانها، و ميزان القيم الإنسانية للأفراد هو هذان الموضوعان (المال و الأولاد).

فكيفية جمع المال و كيفية إنفاقه، و المحافظة عليه و ميزان التعلق به، كل تلك ميادين لامتحان البشر، فكم من أناس يلتزمون بظاهر العبادة و شعائر الدين، حتى المستحبات يلتزمون بشدّة في أدائها، لكنّهم إذا ما ابتلوا بقضية مالية، تراهم ينسون كل شي‌ء و يدعون الأوامر الإلهية و مسائل الحق و العدل و الإنسانية جانبا.

أمّا عن الأبناء فهم ثمار قلب الإنسان و براعم حياته المتفتحة، و لهذا نجد الكثير من الناس المتمسكين بالدين و المسائل الأخلاقية و الإنسانية، لا يراعوا الحق و الدين بالنسبة للمسائل المتعلقة بمصلحة أبنائهم، فكأنّ ستارا يلقى على‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 403
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست