responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 396

و من هنا نعلم أنّ من يضع الدين في قوالب جامدة لا روح فيها بعيدا عن مجالات الحياة، و يختزله في مسائل فكرية و اجتماعية صرفة فقد جانب الصواب كثيرا، لأنّ الدين الصحيح هو الذي يبعث الحركة في كل جوانب الحياة، و يحيي الفكر و الثقافة و الإحساس بالمسؤولية، و يوجد التكامل و الرّقي و الوحدة و التألف، فهو إذا يبعث الحياة في البشرية بكل معنى الكلمة.

و بذلك تتّضح هذه الحقيقة أيضا و هي أن الذين فسّروا الآية بمعنى واحد هو الجهاد أو الإيمان أو القرآن أو الجنّة، و اعتبروا كل واحد من هذه الأمور هو العامل الوحيد للحياة في الآية المباركة، هؤلاء في الحقيقة حددوا مفهوم الآية، لأنّه يشتمل على كل ذلك و أكثر حيث يندرج،- ضمن مفهوم الآية- كل شي‌ء، و كل فكر، و كل قانون يبعث الروح في جانب من جوانب الحياة.

ثمّ يقول تعالى: وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ وَ أَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ‌.

إنّ المقصود بالقلب هنا- كما ذكرنا سابقا- الروح و العقل، أمّا كيف يحول اللّه بين المرء و قلبه؟ فقد ذكروا لذلك احتمالات مختلفة ...

فتارة قيل: إنّه إشارة لشدّة قرب اللّه من عباده، فكأنّ اللّه في داخل روح العبد و جسمه، و كما يقول القرآن الكريم: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ.

و قيل: إشارة إلى أنّ تقلب القلوب و الأفكار هو بيد اللّه، كما نقرأ في الدعاء:

(يا مقلب القلوب و الأبصار).

و قيل: إنّ المقصود هو أنّ الإنسان لولا اللطف الإلهي غير قادر على معرفة الحق من الباطل.

و قيل أيضا: إنّ المقصود هو أنّه ما دام للناس فرصة فينبغي عليهم أداء الطاعات و أعمال الخير، لأنّ اللّه قد يحول بواسطة الموت بين المرء و قلبه.

و يمكن بنظرة شاملة جمع كل التفاسير في تفسير واحد، هو أنّ اللّه عزّ و جلّ حاضر و ناظر و مهيمن على كل المخلوقات. فإنّ الموت و الحياة و العلم و القدرة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست