و تارة يقبل الإنسان باستماع الأحاديث، لكنّه لا يقرر أبدا العمل بها،
كالمنافقين الذين ورد ذكرهم في الآية (16) من سورة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ
حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا
قالَ آنِفاً.
و قد يصل وضع هؤلاء أعلى مراحل الخطر، إذ يسلبون القدرة على معرفة الخبيث و
الطيب، و حتى إذا استمعوا الحديث الحق لا يكون بإمكانهم استيعابه و هضمه.
و القرآن يقول عن هذه الطوائف الثلاث، إنّ هؤلاء في واقعهم صم بكم، لإنّ الذي
يسمع في الحقيقة يجب عليه الإدراك و التفكير و العزم على العمل بإخلاص.
و كم من أناس في عصرنا و زمننا الحاضر عند ما يسمعون آيات القرآن يتفاعلون
معها بشكل ملفت للنظر، لكنّهم في العمل لا يتطابقون بأي شكل مع مضمون القرآن
الكريم.