responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 39

سبقوكم، و ذوقوا نفس مصيرهم النّار قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فِي النَّارِ.

إنّ هذا الأمر يمكن أن يكون بشكل أمر تكويني، يعني أن يجعلهم جميعا في مكان واحد، أو يكون شبيها بأمر تشريعي يصدر إليهم يسمعونه بآذانهم، و يكونون مجبورين على إطاعته.

و عند ما يدخل الجميع في النّار تبدأ مصادماتهم مع زملائهم و أشباههم في المسلك، و هي مصادمات عجيبة، فكلّما دخلت جماعة منهم في النّار لعنت الأخرى و اعتبرتها سببا لشقائها و مسئولة عن بلائها و محنتها كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها. [1] و لعلنا قلنا مرارا: إنّ ساحة القيامة و ما يجري فيها انعكاس واسع و كبير لمجريات هذه الدنيا. فلطالما رأينا في هذا العالم الجماعات و الفرق و الأحزاب المنحرفة تلعن إحداها الأخرى، و تبدي تنفرها منها. على العكس من أنبياء اللّه، و المؤمنين الصالحين، و المصلحين الخيّرين، فإنّ كل واحد منهم يؤيّد برنامج الآخر، و يعلن عن ارتباطه به و اتحاده معه في الأهداف و الغايات.

إلّا أنّ الأمر لا ينتهي إلى هذا الحدّ، بل عند ما يستقر الجميع- بمنتهى الذلّة و الصغار- في الجحيم و العذاب الأليم، تبدأ كل واحدة منها برفع شكايتها إلى اللّه من الأخرى.

ففي البداية يبدأ المخدوعون المغرّر بهم بعرض شكايتهم، و حيث أنّهم لا يجدون مناصا ممّا هم فيه يقولون: ربّنا إنّ هؤلاء المغوين هم الذين أضلونا و خدعونا، فضاعف يا ربّ عذابهم، عذابا لضلالهم و عذابا لإضلالهم إيّانا. و هذا هو ما يتضمّنه قوله تعالى:


[1] التعبير بالأخت كناية عن الارتباط الفكري و الصلة الروحية بين هذه الفرق المنحرفة، و حيث أن الأمة مؤنث لفظي، لهذا عبر عنها بالأخت، لا الأخ.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست