responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 384

إلى نفسه أحيانا ليكون نبراسا للآخرين‌

قوله‌ «إنّي لم أفر من الزحف قطّ، و لم يبارزني أحد إلّا سقيت الأرض من دمه» [1]

و العجيب أنّ بعض المفسّرين من أهل السنة يصرّ على أنّ حكم الآية السابقة يختص بمعركة بدر، و أنّ التهديد و الوعيد من الفرار من الجهاد يتعلق بالمقاتلين في بدر فحسب، مع أنّه لا يوجد دليل في الآية على هذا التخصيص، بل لها مفهوم عام يشمل كل المقاتلين و المجاهدين.

و في الرّوايات و الآيات كثير من القرائن الذي يؤيد هذا المعنى «و لهذا الحكم شروط طبعا سنتناولها نعالجها في الآيات المقبلة من هذه السورة إن شاء اللّه».

و لئلا يصاب المسلمون بالغرور في انتصارهم، و لئلا يعتمدوا على قواهم الجسمية فحسب، و ليذكروا اللّه في قلوبهم دائما، و ليتعلقوا به طلبا لألطافه، فإنّ الآية التّالية تقول: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‌.

لقد ورد في الرّوايات و التفاسير أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعلي يوم بدر: أعطني حفنة من تراب الأرض و حصاها، فناوله على ذلك، فرمى النّبي جهة المشركين بذلك التراب و قال: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‌ [2]

قالوا: كان لهذا الفعل أثر معجز إذ وقع ذلك التراب على وجوه المشركين و عيونهم فملأهم رعبا.

لا شك أنّ الظاهر يشير إلى أنّ النّبي و أصحابه هم الذين أدّوا هذا الدور في معركة بدر، لكن القرآن يقول: إنكم لم تفعلوا ذلك أوّلا، لأنّ القدرات الروحية و الجسمية و الإيمانية التي هي أصل تلك النتائج كلها من عطاء اللّه و قد تحركتم‌


[1] نور الثقلين، ج 2، ص 139.

[2] راجع نور الثقلين، ج 2، ص 140.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست