responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 383

و على كل حال، فلا ينبغي تفسير هذا التحريم بشكل جاف يتنافى و أساليب الحروب و خدعها، و التي هي أساس كثير من الانتصارات.

و تختتم الآية محل البحث بالقول: إنّ جزاء من يفرّ مضافا إلى استحقاقه لغضب اللّه فانّ مصيره إلى النّار: وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ.

و الفعل «باء» مشتق من «البواء» و معناه الرجوع و اتّخاذ المنزل، جذره في الأصل يعني تصفية محل ما و تسطيحه، و حيث إنّ الإنسان إذا نزل في محل عدله و سطحه، فقد جاءت هذه الكلمة هنا بهذا المعنى. و في الآية إشارة إلى أنّ غضب اللّه مستمر و دائم عليهم، فكأنّهم قد اتّخذوا منزلا عند غضب اللّه.

و كلمة «المأوى» في الأصل معناها «الملجأ» و ما نقرؤه في الآية، محل البحث‌ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ‌ فهو إشارة إلى أنّ الفارين يطلبون ملجأ و مأوى من فرارهم لينقذوا أنفسهم من الهلكة، إلّا أنّ ما يحصل هو خلاف ما يطلبون، إذ ستكون جهنم مأواهم، و ليس ذلك في العالم الآخر فحسب، بل هو في هذا العالم إذ سيحترقون في جهنم الذلة و الانكسار و الضياع.

و لذا

فقد جاء في «عيون الأخبار» عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام‌ في جواب أحد أصحابه حين سأله عن فلسفة تحريم الفرار من الجهاد فقال: «و حرم اللّه الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين، و الاستخفاف بالرسل و الأئمّة العادلة عليهم السّلام، و ترك نصرتهم على الأعداء، و العقوبة على إنكار ما دعوا إليه من الإقرار بالرّبوبية و إظهار العدل و ترك الجور و إماتة الفساد، لما في ذلك من جرأة العدوّ على المسلمين، و ما يكون من السبي و القتل و إبطال دين اللّه عزّ و جلّ و غيره من الفساد» [1]

و من ضمن الامتيازات الكثيرة التي كانت عند الإمام علي عليه السّلام، و ربّما يشير


[1] نور الثقلين، ج 2، ص 138.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست