responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 373

فبناء على هذا فإنّ ذات الشوكة تعني الجماعة المسلحة، و غير ذات الشوكة تعني الجماعة غير المسلحة، و لو اتفق أن يوجد فيها رجال مسلحون فهم معدودون لا يكترث بهم. أي أن فيكم من يرغب في مواجهة العدو غير مسلحة، و ذلك بمصادرة أموال تجارته، و ذلك ابتغاء الراحة أو حبّا منه للمنافع المادية، في حين أن الحرب أثبتت بعد تمامها أن الصلاح يكمن في تحطيم قوى العدو العسكرية، لتكون الطريق لا حبة لانتصارات كبيرة في المستقبل، و لهذا فإنّ الآية تعقب بالقول‌ وَ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ‌ [1].

فعلى هذا، كانت واقعة بدر درسا كبير للمسلمين للإفادة منه في الحوادث الآتية، و يؤكّد لهم أن يتدبروا عواقب الأمور، و لا يكونوا سطحيين يأخذون بالمصالح الآنية، و بالرغم من أنّ بعد النظر يقترن بالمصاعب عادة، و قصر النظر على العكس من ذلك يقترن بالمنافع المادية و الراحة المؤقتة، إلّا أنّ النصر في الحالة الأولى يكون شاملا و متجذّرا، أمّا في الحالة الثّانية فهو انتصار سطحي موقت.

و لم يكن هذا درسا لمسلمي ذلك اليوم فحسب، بل ينبغي لمسلمي اليوم أن يستلهموا من ذلك التعليم السماوي، فعليهم ألّا يغضوا أبصارهم عن المناهج الأصولية بسبب المشاكل و الأتعاب و يستبدلوها بمناهج غير الأصولية قليلة الأتعاب.

و في آخر آية يماط اللثام عن الأمر بصورة أجلى، إذ تقول الآية الكريمة لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ‌.

ترى هل الآية هذه تأكيد لما ورد في الآية السابقة، كما يبدو لأوّل وهلة، أم هو موضوع جديد تتضمنه الآية؟!


[1] الدابر بمعنى ذيل الشي‌ء و عقبه، فبناء على هذا يكون معنى «و يقطع دابر الكافرين» هو استئصال جذورهم.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 373
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست