responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 371

المشكلة الأخرى التي كان أصحاب النّبي يواجهونها، هي أن أرض بدر كانت غير صالحة للنزال لما فيها من الرمال، فنزل المطر تلك الليلة، فأفاد منه أصحاب النّبي فاغتسلوا منه و توضأوا و أصبحت الأرض صلبة صالحة للنزال، العجيب في ذلك أنّ المطر كان في جهة العدوّ شديدا بحيث أربكهم و أزعجهم.

و الخبر الجديد الذي حصل عليه أصحاب النّبي من جواسيسهم الذين تحسسوا ليلا حالة العدو أنّ جيش قريش مع كل تلك الإمكانات العسكرية في حالة من الرعب بمكانة لا توصف، فكأنّ اللّه أنزل عليها جيشا من الرعب و الوحشة.

و عند الصباح اصطفّ جيش المسلمين الصغير بمعنويات عالية ليواجهوا عدوّهم، و لكن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- إتماما للحجّة و لئلا يبقى مجال للتذرع بالذرائع الواهية- أرسل إلى قريش ممثلا عنه ليقول لهم: إنّ النّبي لا يرغب في قتالكم لا يحبّ أن تكونوا أوّل جماعة تحاربه. فوافق بعض قادة قريش على هذا الاقتراح و رغبوا في الصلح، إلّا أنّ أبا جهل امتنع و أبى بشدّة.

و أخيرا اشتعلت نار الحرب، فالتقى أبطال الإسلام بجيش الشرك و الكفر، و وقف حمزة عمّ النّبي و علي ابن عمّ النّبي الذي كان أصغر المقاتلين سنّا وجها لوجه مع صناديد قريش و قتلوا من بارزهم فانهار ما تبقى من معنويات العدوّ، فأصدر أبو جهل أمرا عاما بالحملة، و كان قد أمر بقتل أصحاب النّبي من أهل المدينة «الأنصار» و أن يؤسر المهاجرون من أهل مكّة. فقال النّبي لأصحابه:

«غضّوا أبصاركم و عضو على نواجذ و لا تستلوا سيفا حتى آذان لكم».

ثمّ‌

مدّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يديه إلى الدعاء، و رفع بهما نحو السماء فقال: «يا ربّ إن تهلك هذه العصابة لم تعبد و إن شئت أن لا تعبد لا تعبد ...»

فهبت ريح عاصف الى العدوّ، و كان المسلمون يحملون على عدوّهم و الرياح تهب من خلفهم بوجه العدوّ، و أثبت المسلمون جدارة فائقة و صمدوا

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست