responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 369

نحو القافلة بحوالي 950 مقاتلا و 700 بعير و مائة فرس، و كان أبو جهل يقود هذا الجيش. و من جهة أخرى و لكي يسلم أبو سفيان من تعرض النّبي و أصحابه لقافلته، فقد غير مسيره و اتجه نحو مكّة بسرعة.

و كان النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد قارب بدرا في نحو من ثلاثمائة و ثلاث عشر رجلا كانوا يمثلون رجال الإسلام آنئذ «و بدر منطقة ما بين مكّة و المدينة» و قد بلغه خبر تهيؤ أبي جهل و من معه لمواجهته.

فتشاور النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مع أصحابه: هل يلحقون القافلة و يصادرون أموالها، أو أن عليهم أن يتهيئوا لمواجهة جيش العدوّ؟ فقالت طائفة من أصحابه: نقاتل عدوّنا، و كرهت طائفة أخرى ذلك و قالت: إنما خرجنا لمصادرة أموال القافلة.

و دليلها معها، إذ أنّها لم تخرج إلّا لهذا السبب (من المدينة) و لم يكن النّبي و أصحابه عازمين على مواجهة جيش أبي جهل و لم يتعبأوا لذلك، في حين أن أبا جهل قد تعبأ لهم و يريد قتالهم.

و قد ازداد هذا التردد بين الطائفتين، خاصّة بعد أن عرف أصحاب النّبي أنّ جيش العدوّ ثلاثة أضعافهم و تجهيزاته أضعاف تجهيزاتهم، إلّا أنّ النّبي بالرغم من كل ذلك قبل بالقول الأوّل «أي قتال العدوّ» فلما التقى الجيشان لم يصدق العدوّ أن المسلمين قد وردوا الميدان بهذه القلّة، بل ظن العدوّ أنّهم مختبئون و أنّهم سيحدقون به عند المواجهة، لذلك فقد أرسل شخصا ليرصد الأمور فرجع و أخبرهم بأنّ المسلمين ليسوا أكثر ممّا رأوهم.

و من جهة أخرى- كما أشرنا آنفا- فإنّ طائفة من المسلمين كانت في قلق و اضطراب و كانت تصرّ على عدم مواجهة هذا الجيش اللجب، إذ لا موازنة بين أصحاب النّبي و أصحاب أبي جهل! لكن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طمأنهم بوعد اللّه و

قال: «إنّ اللّه وعدني إحدى الطائفتين و لن يخلف اللّه الميعاد»

قافلة قريش أو جيش قريش، و لن يخلف اللّه وعده، فواللّه لكأنّي أرى مصرع أبي جهل و جماعة من‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست