responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 368

أرسل من يمضي إلى مكّة بسرعة ليخبر أهلها بما سيؤول إليه أمر القافلة.

فمضى رسول أبي سفيان بحالة مثيرة كما أوصاه أبو سفيان، إذ خرم أنف بعيره و بتر أذنيه و الدماء تسيل على وجه البعير لهيجانه، و قد شقّ ثوبه- أو طمريه- و ركب بعيره على خلاف ما يركب الناس «إذ ظهره كان إلى رقبة البعير و وجهه إلى عجزه» ليلفت الناس إليه من كل مكان. فلما دخل مكّة أخذ يصرخ قائلا: أيّها الناس الأعزة، أدركوا قافلتكم، أدركوا قافلتكم و أسرعوا و تعجلوا إليها، و إن كنت لا أعتقد أنّكم ستدركونها في الوقت المناسب، فإنّ محمّدا و رجالا مارقين من دينكم قد خرجوا من المدينة ليتعرضوا لقافلتكم.

و كانت عاتكة بنت عبد المطلب عمّة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آنئذ قد رأت رؤيا موحشة عجيبة، و قد تناقلت الأفواه رؤياها فيزداد الناس هيجانا.

و كانت عاتكة قد رأت قبل ثلاثة أيّام من مجي‌ء رسول أبي سفيان إلى مكّة، أنّ شخصا يصرخ: أيّها الناس تعجّلوا إلى قتلاكم، ثمّ صعد هذا المنادي إلى أعلى جبل أبي قيس و أخذ حجرا كبيرا فرماه فتلاشى الحجر في الهواء، و لم يبق بيت في مكّة لقريش إلّا نزل فيه منه شي‌ء، كما أن وادي مكّة يجري دما عبيطا.

فلمّا استيقظت فزعة مرعوبة من نومها و قصّت رؤياها على أخيها العباس، ذهل الناس لهول هذه الرؤيا.

لكن أبا جهل لما بلغه ذلك قال: ما رأت عاتكة رؤيا، هذه نبيّة ثانية في بني عبد المطلب، و باللات و العزّى لننظرن ثلاثة أيّام، فإن كان ما رأت حقّا فهو كما رأت، و إن كان غير ذلك لنكتبنّ بيننا كتابا: أنّه ما من أهل بيت من العرب أكذب رجالا و نساء من بني هاشم.

و لكن لم يكد يمضي اليوم الثّالث حتى كان ما من أمر ذلك الرجل الذي هزّ مكّة و أهلها.

و لما كان أكثر أهل مكّة شركاء في هذه القافلة فقد تعبئوا بسرعة و تحركوا

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست