و «الوجل» حالة الخوف التي تنتاب الإنسان، و هو ناشئ عن أحد أمرين:
فقد ينشأ عند إدراك المسؤولية و احتمال عدم القيام بالوظائف اللازمة التي
ينبغي على الإنسان أداؤها بأكمل وجه امتثالا لأمر اللّه تعالى.
و قد ينشأ عند إدراك عظمة مقام اللّه، و التوجه إلى وجوده المطلق الذي لا
نهاية له، و مهابته التي لا حدّ لها.
و توضيح ذلك: قد يتفق للإنسان أن يمضي لرؤية شخص عظيم هو- بحق- جدير بالعظمة
من جميع الجوانب، فالإنسان الذي يمضي لرؤيته قد يقع تحت تأثير ذلك المقام و تلك
العظمة، بحيث يحس بنوع من الرهبة في داخله و يضطرب قلبه حتى أنّه لو أراد الكلام
لتعلثم، و قد ينسى ما أراد أن يقوله، حتى لو كان ذلك الشخص يحب هذا الإنسان و يحب
الآخرين جميعا و لم يصدر عنه ما يدعو إلى القلق.
فهذا الخوف و الاضطراب أو المهابة مصدرها عظمة ذلك الشخص، يقول القرآن الكريم
في هذا الصدد: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى
جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ[1].
كما نقرأ في آية أخرى من قوله تعالى:
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ[2].
و هكذا فإن العلاقة قائمة بين العلم و الخوف أيضا، و بناء على ذلك فمن