أن يتصرّف فيها ما يشاء. فقسّمها النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين
المسلمين بالتساوي، و أمر أن يصطلح الإخوة المسلمون فيما بينهم.
التّفسير
إنّ الآية- محل البحث- كما قرأنا في سبب النّزول، نزلت بعد معركة بدر و تتكلم
على غنائم الحرب و تبيّن حكما إسلاميا واسعا بشكل عام، فتخاطب النّبي بالقول: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ
وَ الرَّسُولِ!.
فبناء على ذلك فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ
أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ أي أنّ الإيمان ليس بالكلام فحسب، بل هو
الطاعة للّه و الرّسول دون قيد أو شرط و في جميع مسائل الحياة لا في غنائم الحرب
وحدها.
ما هي الأنفال؟
الأنفال في الأصل مأخوذة من مادة «نفل» على زنة «نفع» و معناها الزيادة، و
إنما سمّيت الصلوات المستحبة نافلة لأنّها زيادة على الصلوات الواجبة، و كذلك يطلق
على الحفيد نافلة لأنّه زيادة في الأبناء.
و يطلق لفظ «نوفل» على من يهب المزيد من العطاء.
و إنّما سمّيت غنائم الحرب أنفالا أيضا لأنّها كمية من الأموال الإضافية التي
تبقى دون صاحب، و تقع في أيدي المقاتلين دون أن يكون لها مالك خاص. أو لأنّ
المقاتلين إنّما يحاربون للانتصار على العدو لا للغنائم، فالغنيمة أو الغنائم
موضوع إضافي يقع في أيديهم.