responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 346

كما نقل الزّهري سببا آخر لنزول الآية، و هو أنّه لما كان النّبي يقرأ القرآن، كان شاب من الأنصار يقرأ معه القرآن بصورت مرتفع، فالآية نزلت و نهت عن ذلك.

و أيّا كان شأن نزول هذه الآية، فهي تقول: وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‌ و الفعل «انصتوا» مأخوذ من مادة «الإنصات» و معناه: السكوت المشفوع بالإصغاء و الاستماع.

و قد اختلف المفسّرون في أن الإنصات و السكوت هنا في الآية، هل هو عند قراءة القرآن في جميع الموارد؟ أم هو منحصر وقت الصلاة و عند قراءة إمام الجماعة؟ أم هو عند ما يقرأ إمام الجمعة- في خطبة الصلاة- القرآن؟

كما أنّ هناك أحاديث شتى في هذا الصدد في كتب الفريقين في تفسير هذه الآية. و الذي يستفاد من ظاهر الآية أن هذا الحكم عام غير مختص بحال ما و لا وقت معيّن. إلّا أنّ الرّوايات المتعددة الواردة عن الأئمّة الطاهرين، بالإضافة إلى إجماع العلماء و اتفاقهم على عدم وجوب الاستماع عند قراءة القرآن في أية حال، يستدل من ذلك على أن هذا الحكم بصورة كليّة حكم استحبابي، أي ينبغي إن قرئ القرآن- حيثما كان، و كيف كان- أن يستمع الآخرون و ينصتوا احتراما للقرآن، لأنّ القرآن ليس كتاب قراءة فحسب، بل هو كتاب فهم و إدراك، ثمّ هو كتاب عمل أيضا.

و هذا الحكم المستحب ورد عليه التأكيد إلى درجة أنّ بعض الرّوايات عبّرت عنه بالوجوب.

إذ

ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: «يجب الإنصات للقرآن في الصّلاة و في‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست