responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 341

تعالى‌ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ‌.

و سواء كان الحديث الشريف يدلّ على ما فسّره المفسّرون و أشرنا إليه آنفا، أو كما عبرنا عنه بشروط القائد أو المبلغ، فهو يبيّن هذه الحقيقة، و هي أنّ هذه الآية القصيرة الوجيزة تتضمّن منهجا جامعا واسعا كليّا في المجالات الأخلاقية و الاجتماعية، بحيث يمكننا أن نجد فيها جميع المناهج الإيجابية البناءة و الفضائل الإنسانية. و كما يقول بعض المفسّرين: إنّ إعجاز القرآن بالنسبة إلى الإيجاز في المبنى، و السعة في المعنى، يتجلى في الآية محل البحث تماما.

و ينبغي الالتفات إلى أنّ الآية و إن كانت تخاطب النّبي نفسه إلّا أنّها تشمل جميع الأمّة و المبلغين و القادة.

كما ينبغي الالتفات إلى أنّ الآيات محل البحث ليس فيها ما يخالف مقام العصمة أيضا، لأنّ الأنبياء و المعصومين ينبغي أن يستعيذوا باللّه من وساوس الشيطان، كما أنّ أيّ أحد لا يستغني عن لطف اللّه و رعايته و الاستعاذة به من وساوس الشياطين، حتى المعصومين.

و

جاء في بعض الرّوايات‌ أنّه لما نزلت الآية خُذِ الْعَفْوَ ... سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جبرئيل عن ذلك فقال جبرئيل: لا أدري، حتى أسأل العالم ثم أتاه فقال:

«يا محمّد، إنّ اللّه يأمرك أن تعفو عمن ظلمك، و تعطي من حرمك، و تصل من قطعك» [1].

و

جاء في حديث آخر أنّه لما نزلت آية خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ‌ قال النّبي: كيف يا ربّ و الغضب؟ فنزل قوله‌ وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‌ [2].

و ينبغي الإشارة إلى أنّ الآية الثّانية هنا جاءت في سورة فصلت الآية (36)


[1] مجمع البيان، ذيل الآية محل البحث.

[2] روى ذلك صاحب المنار قائلا: روي عن جدنا الإمام الصادق رضي اللّه عنه في ج 9، ص 538.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 341
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست