ثمّ تضيف الآية: أنّكم لو تزعمون بأنّ لهم عقلا و شعورا فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
صادِقِينَ.
و هذا هو الدليل الثّاني على إبطال منطق المشركين، و هو كون الأصنام لا تستطيع
أن تعمل شيئا، و هي ساكتة عاجزة عن الإجابة و الردّ ...
و في البيان الثّالث تبرهن الآية على أنّ الأصنام أضعف حتى من عبادها
المشركين، فتساءل مستنكرة: أَ لَهُمْ
أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ[1] بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها
أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها.
و هكذا فإنّ الأصنام من الضعة بمكان حتى أنّها بحاجة إلى من يدافع عنها و
يحامي عنها، فليس لها أعين تبصر بها، و لا آذان تسمع بها، و لا أرجل تمشي بها، و
لا أي إحساس آخر. و أخيرا فإنّ الآية تبيّن ضمن تعبير هو في حكم الدليل الرّابع
مخاطبة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قائلة: قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا
تُنْظِرُونِ.
أي إذا كنت كاذبا، و أنّ الأصنام مقربات عند اللّه، و قد تجرأت عليها فلم لا
تعضب عليّ؟ و ليس لها و لا لكم و لمكائدكم أي تأثير علي. فبناء على ذلك فاعلموا
أنّ هذه الأصنام موجودات غير مؤثرة، و إنّما تصوراتكم هي التي أضفت عليها ذلك
التوهّم!.
[1] يبطشون فعل مشتق من «البطش» على
زنة «العرش» و معناه الاستيلاء بالشدّة و الصولة و القدرة! ...