يستفاده من
كتب اللغة، و كذا من موارد استعمال هذه اللفظة في القرآن الكريم، و التي تبلغ 64
موضعا، إنّ الأمّة في الأصل تعني الجماعة.
فمثلا في قصة
موسى نقرأ هكذا: وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ
عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ[1]
أي يمتحون الماء من البئر لأنفسهم و لأنعامهم.
و كذا نقرأ
في مجال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر: وَ
لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ[2].
و المعنيون
بالأمّة هم أهالي مدينة إيلة من بني إسرائيل.
و نقرأ حول
بني إسرائيل: وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً[4] من هذه الآيات يتّضح جيدا أنّ الأمّة تعني الجماعة، و لا تعني
الدين، و لا أتباع الدين، و لو أنّنا لا حظنا استعمالها في أتباع الدين، فإنّما هو
بلحاظ أنّهم جماعة.
و على هذا
الأساس يكون معنى الآية المبحوثة هنا هو أنّ لكل جماعة من الجماعات البشرية نهاية،
فليس آحاد الناس هم الذين يموتون، و تكون لأعمارهم آجال و آماد فحسب، بل الأمم هي
الأخرى تموت، و تتلاشى و تنقرض.
و أساسا لم
تستعمل لفظة الأمّة في الدين أبدا، و لهذا فإنّ الآية لا ترتبط بمسألة الخاتمية
مطلقا.