responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 303

برمّتها، فالأمم التي لا تفكر بنفسها و تتلهى بالأمور التافهة غير الصائبة، و لا تعالج جذور شقائها و لا تطمح لأسباب الرقّي، ليس لها آذان سامعة و لا أعين باصرة، فهي من أهل النّار أيضا، لا نار القيامة فحسب، بل هي مبتلاة بنار الدنيا و شقائها كذلك.

و في الآية التّالية إشارة إلى حال أهل الجنّة و بيان لصفاتهم، فتبدأ الآية بدعوة الناس إلى التدبّر و التوجّه إلى أسماء اللّه الحسنى كمقدمة للخروج من صف أهل النّار، فتقول: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‌ فَادْعُوهُ بِها.

و المرد من «أسماء اللّه الحسنى» هي صفات اللّه المختلفة التي هي حسنى جميعا، فنحن نعرف أنّ اللّه عالم قادر رازق عادل جواد كريم رحيم، كما أنّ له صفات أخرى حسنى من هذا القبيل أيضا.

فالمراد من دعاء اللّه بأسمائه الحسنى، ليس هو ذكر هذه الألفاظ و جريانها على اللسان فحسب، كأن نقول مثلا: يا عالم يا قادر يا أرحم الراحمين. بل ينبغي أن نتمثّل هذه الصفات في وجودنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، و أن يشع إشراق من علمه و شعاع من قدرته و جانب من رحمته الواسعة فينا و في مجتمعنا.

و بتعبير آخر: ينبغي أن نتّصف بصفاته و نتخلّق بأخلاقه، لنستطيع بهذا الشعاع، شعاع العلم و القدرة و الرحمة و العدل أن نخرج أنفسنا و مجتمعنا الذي نعيش فيه من سلك أهل النّار ...

ثمّ تحذر الآية من هذا الأمر، و هو أن لا تحرّف أسماؤه فتقول: وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‌.

و الإلحاد- في الأصل- مأخوذ من مادة «اللّحد» على زنة «المهد» التي تعني الحفرة التي تقع في طرف واحد، و على هذا الأساس فقد سمّيت الحفرة التي تكون في جانب القبر «لحدا».

ثمّ أطلق هذا الاستعمال «الإلحاد» على كل عمل ينحرف عن الحدّ الوسط

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست