responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 288

إيضاح لما ورد عن عالم الذّر.

رأينا أنّ الآيات محل البحث تتحدث عن أخذ العهد من ذريّة آدم، لكن كيف أخذ هذا العهد؟! لم يرد في النص إيضاح في جزئيات هذا الموضوع، إلّا أنّ للمفسّرين آراء متعددة تعويلا منهم على الرّوايات الإسلامية «الواردة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل بيته عليهم السّلام» و من أهم هذه الآراء رأيان.

1- حين خلق آدم ظهر أبناؤه على صورة الذّر إلى آخر نسل له من البشر «و طبقا لبعض الرّوايات ظهر هذا الذّر أو الذرّات من طينة آدم نفسه» و كان لهذا الذرّ عقل و شعور كاف للاستماع و الخطاب و الجواب، فخاطب اللّه سبحانه الذرّ قائلا أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ‌؟! ...

فأجاب الذرّ جميعا: بَلى‌ شَهِدْنا ثمّ عاد هذا الذرّ «أو هذه الذرات» جميعا إلى صلب آدم «أو إلى طينته» و من هنا فقد سمي بهذا العالم بعالم الذرّ ... و هذا العهد بعهد «أ لست»؟

فبناء على ذلك، فإنّ هذا العهد المشار إليه آنفا هو عهد تشريعي، و يقوم على أساس «الوعي الذاتي» بين اللّه و الناس.

2- إنّ المراد من هذا العالم و هذا العهد هو عالم الاستعداد «و الكفاءات»، و «عهد الفطرة» و التكوين و الخلق. فعند خروج أبناء آدم من أصلاب آبائهم إلى أرحام الأمهات، و هم نطف لا تعدو الذرات الصغار، و هبهم اللّه الاستعداد لتقبل الحقيقة التوحيدية، و أودع ذلك السرّ الإلهي في ذاتهم و فطرتهم بصورة إحساس داخلي ... كما أودعه في عقولهم و أفكارهم بشكل حقيقة واعية بنفسها.

فبناء على هذا، فإنّ جميع أبناء البشر يحملون روح التوحيد، و ما أخذه اللّه من عهد منهم أو سؤاله إيّاهم: أ لست بربكم؟ كان بلسان التكوين و الخلق، و ما أجابوه كان باللسان ذاته!

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست