أنّ الإمام عليّا عليه السّلام قال: «إنّ
القوم سيفتنون بأموالهم، و يمنون بدينهم على ربّهم، و يتمنون رحمته، و يأمنون
سطوته، و يستحلّون حرامه بالشبهات الكاذبة و الأهواء الساهية، فيستحلّون الخمر
بالنّبيذ [1] و
السحت بالهدية، و الربا بالبيع» (الخطبة
156).
و يجب الانتباه إلى الدافع وراء أمثال هذه الحيل، إمّا إلباس الباطن القبيح
بلباس قشيب و إظهاره بمظهر حسن أمام الناس، و إمّا خداع الضمير، و اكتساب طمأنينة
نفسية كاذبة.
6- أنواع الابتلاء الإلهي المختلفة
صحيح أنّ صيد السمك من البحر لسكان السواحل لم يكن مخالفة، و لكن قد ينهي
اللّه جماعة من الناس و بصورة مؤقّتة، و بهدف الاختبار و الامتحان عن مثل هذا
العمل، ليرى مدى تفانيهم، و يختبر مدى إخلاصهم، و هذا هو أحد أشكال الامتحان
الإلهي.
هذا مضافا إلى أنّ يوم السبت كان عند اليهود يوما مقدسا، و كانوا قد كلّفوا-
احتراما لهذا اليوم بالتفرغ للعبادة و ممارسة البرامج الدينية- و الكف- عن الكسب و
الإشتغال بالأعمال اليومية، و لكن سكان ميناء «أيلة» تجاهلوا كلّ هذه الاعتبارات و
المسائل، فعوقبوا معاقبة شديدة جعلت منهم و من حياتهم المأساوية و مصيرهم المشؤوم
درس و عبرة للأجيال اللاحقة.
[1] كان النبيذ عبارة عن وضع مقدار من
التمر أو الشعير أو الزبيب في الماء، عدّة أيّام، ثمّ شربه و هذا و إن لم يكن
حراما شرعا، و لكنّه على أثر سخونة الهواء تتبدل المواد السكرية فيه إلى مواد
كحولية خفيفة.