responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 266

مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً [1].

فأجابهم الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر: بأنّنا ننهى عن المنكر لأنّنا نؤدي واجبنا تجاه اللّه تعالى، و حتى لا نكون مسئولين تجاهه، هذا مضافا إلى أنّنا نأمل أن يؤثر كلامنا في قلوبهم، و يكفوا عن طغيانهم و تعنتهم‌ قالُوا مَعْذِرَةً إِلى‌ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ‌.

و يستفاد من الجملة الحاضرة أنّ هؤلاء الواعظين كانوا يفعلون ذلك بهدفين:

الأوّل: أنّهم كانوا يعظون العصاة حتى يكونوا معذورين عند اللّه.

و الآخر: عسى أن يؤثروا في نفوس العصاة، و يفهم من هذا الكلام أنّهم حتى مع عدم احتمال التأثير، فإنّهم كانوا لا يحجمون عن الوعظ و النصيحة في حين أن المعروف هو أن وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مشروطين باحتمال التأثير.

و لكن لا بدّ من الانتباه إلى أنّه ربّما يجب بيان الحقائق و الوظائف الإلهية حتى مع عدم احتمال التأثير، و ذلك عند ما يكون عدم بيان الأحكام الإلهية، و عدم إنكار المنكر سببا لتناسي و تنامي البدع، و حينما يعدّ السكوت دليلا على الرضا و الموافقة. ففي هذه الموارد يجب إظهار الحكم الإلهي في مكان حتى مع عدم تأثيره في العصاة و المذنبين.

إنّ هذه النقطة جديرة بالالتفات، و هي أنّ الناهين عن المنكر كانوا يقولون:

نحن نريد أن نكون معذورين عند (ربّكم) و كأنّ هذا إشارة إلى أنّكم أيضا مسئولون أمام اللّه، و إنّ هذه الوظيفة ليست وظيفتنا فقط، بل هي وظيفتكم تجاه ربّكم في الوقت ذاته.


[1] التعبير ب «أمّة منهم» يكشف عن أن الفريق الثّاني كانوا أقلّ من العصاة، لأنّه عبّر عنهم بلفظة «قوما» بدون كلمة منهم) و تقرأ في بعض الآيات أنّ عدد نفوس هذه المدينة كان ثمانين ألف و بضعة آلاف، و قد ارتكب 70 ألفا منهم هذه المعصية (راجع تفسير البرهان، المجلد الثّاني، الصفحة 42).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست