responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 255

القراءة و الكتابة و القائم من بين الناس‌ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِ‌.

النّبي الذي لا يكتفي بدعوة الآخرين إلى هذه الحقائق فحسب، بل يؤمن هو في الدرجة الأولى- بما يقول، يعني الإيمان باللّه و كلماته‌ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِماتِهِ‌.

إنّه لا يؤمن فقط بالآيات التي نزلت عليه، بل يؤمن بجميع الكتب الحقيقة للأنبياء السابقين.

إنّ إيمانه بدينه و الذي يتجلى من خلال أعماله و تصرّفاته دليل واضح على حقانيته، لأن عمل الآمر بشي‌ء يعكس مدى إيمانه بما يأمر به و يدعو إليه. و إيمانه بقوله أحد الأدلة على صدقه. إنّ تأريخ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم برمّته يشهد بهذه الحقيقة و هي أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان أكثر من غيره التزاما بالتعاليم التي جاء بها.

أجل، لا بدّ لكم من اتّباع مثل هذا النّبي حتى تسطع أنوار الهداية على قلوبكم، لتهتدوا إلى طريق السعادة وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ‌.

و هذا إشارة إلى أنّه لا يكفي مجرّد الإيمان، و إنما يفيد الإيمان إذا اقترن بالاتباع العمليّ.

و الجدير بالالتفات إلى أن الآية الحاضرة نزلت في مكّة يوم كان المسلمون يشكلون أقلية صغيرة جدّا بحيث إنّه قلّما كان هناك من يحتمل أن يسيطر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على مكّة فضلا عن جزيرة العرب، أو قسم كبير من العالم.

و على هذا الأساس، فإنّ الذين يتصورون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ادعى في البداية تبليغ الرسالة لأهل مكّة فقط، و عند ما انتشر دينه و علا أمره فكر في السيطرة على الحجاز، ثمّ فكر في البلاد الأخرى، و راسل ملوك العالم و أمراءه و قادته، و أعلن عن رسالته العالمية. تجيب الآية الحاضرة التي نزلت في مكّة على كل تصوراتهم هذه، فهي تصرح في غير إبهام و لا غموض بأنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أعلن عن دعوته العالمية منذ البداية.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست