responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 250

و أمّا ما تصوّره البعض من أن الآية الثّانية من سورة الجمعة يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ و آيات أخرى دليل على أن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يتلو القرآن على الناس من شي‌ء مكتوب، فهو خطأ بالغ، لأنّ التلاوة تطلق على التلاوة من مكتوب على شي‌ء، كما تطلق على القراءة حفظا و من ظهر القلب، و استعمال لفظة التلاوة في حق الذين يقرءون الأشعار أو الأدعية حفظا و من على ظهر القلب كثير.

من مجموع ما قلناه نستنتج:

1- أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يتلق القراءة و الكتابة من أحد حتما، و بهذا تكون إحدى صفاته أنّه لم يدرس عند أستاذ.

2- أنّنا لا نملك أي دليل معتبر على أن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قرأ أو كتب شيئا قبل النبوة، أو بعدها.

3- إنّ هذا الموضوع لا يتنافى مع تعليم اللّه تعالى القراءة أو الكتابة لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

3- البشارات بظهور النّبي في العهدين:

إنّ الشواهد التأريخية القطعية، و كذا محتويات كتب اليهود و النصارى المقدسة (التوراة و الإنجيل) تفيد أن هذه الكتب ليست هي الكتب السماوية التي نزلت على موسى و عيسى عليهما السّلام و أن يد التحريف قد طالتهما، بل إنّ بعضها اندرس و اندثر، و أن ما هو موجود الآن باسم الكتب المقدسة بينهم ما هي إلّا خليط من نسائج الأفكار و الأدمغة البشرية و شي‌ء من التعاليم التي نزلت على موسى و عيسى عليهما السّلام ممّا بقي في أيدي تلامذتهم.

و على هذا الأساس لا غرور و لا عجب إذا لم نقف على عبارات صريحة حول البشارة بظهور النّبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست