responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 240

و «الحسنة» تعني كل خير و جمال، و على هذا الأساس تشمل جميع النعم، و كذا التوفيق للعمل الصالح، و المغفرة، و الجنّة، و كل نوع من أنواع السعادة، و لا دليل على حصرها بنوع خاص من هذه المواهب، كما ذهب إليه بعض المفسّرين.

ثمّ يبيّن القرآن الكريم دليل هذا الطلب هكذا: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ‌ أي عدنا إليك و اعتذرنا عمّا فعله سفهاؤنا، حيث طلبوا ما لا يليق بمقام عظمتك.

و «هدنا» مشتقة من مادة «هود» بمعنى العودة المقترنة بالرفق و الهدوء، و كما قال بعض اللغويين: تشمل العودة من الخير إلى الشر أيضا، و كذا من الشر إلى الخير [1]، و لكن جاءت في كثير من الموارد بمعنى التوبة و العودة إلى طاعة اللّه.

يقول الراغب في «المفردات» نقلا عن بعض: «يهود في الأصل من قولهم:

هدنا إليك، و كان اسم مدح، ثمّ صار بعد نسخ شريعتهم لازما لهم، و إن لم يكن فيه معنى المدح».

و لكن بما أن بعض اللغويين ذكر أن معنى هذه اللفظة هو الرجوع من الشر إلى الخير، أو من الخير إلى الشر، يمكن القول بأن هذه الكلمة ليست متضمنة للمدح بحال، بل هي حاكية عن الاضطراب الروحي و القلق الأخلاقي الذي كانت تعاني منه تلك الجماعة.

و قال بعض آخر من المفسّرين أنّ علّة تسمية هؤلاء القوم ب «اليهود» لا يرتبط مطلقا بهذه اللفظة، بل لفظة يهود متخذة أصلا من مادة «يهوذا» الذي هو اسم لأحد أبناء يعقوب عليه السّلام ثمّ تبدلت الذال إلى الدال، و صارت يهودا، فيطلق على المنسوب إليه يهودي‌ [2].

و لقد أجاب اللّه- في النهاية- دعاء موسى عليه السّلام و قبل توبته، و لكن لا بصورة


[1] تفسير المنار، المجلد التاسع، الصفحة 221، و قد نقل هذا المعنى عن ابن الأعرابي.

[2] تفسير أبو الفتوح، المجلد الخامس، الصفحة 300، في تفسير الآية الحاضرة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست