responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 231

ثمّ تشرح التوراة قصّة رجوع موسى عليه السلام غاضبا إلى بني إسرائيل و إلقاء التوراة، ثمّ تقول:

«و قال موسى لهارون: ماذا صنع بك هذا الشعب حتى جلبت عليه خطيّة عظيمة؟! فقال هارون: لا يحم غضب سيدي. أنت تعرف الشعب إنّه في شرّ».

إنّ ما ذكر هو قسم من قصة عبادة بني إسرائيل للعجل برواية التوراة الحاضرة بالنص، في حين أن التوراة نفسها تشير في فصول أخرى إلى سمّو مقام هارون و علو منزلته، و من ذلك التصريح بأنّ بعض معاجز موسى قد ظهرت و تحققت على يدي هارون (الإصحاح الثامن من سفر الخروج من التوراة).

كما أنّها تصف هارون بأنّه نبي قد أعلن عن نبوته موسى (الإصحاح الثامن من سفر الخروج أيضا).

و على كل حال، تعترف التوراة لهارون- الذي كان خليفة لموسى عليه السلام و عارفا بتعاليم شريعته- بمنزلة سامية ... و لكن انظروا إلى الخرافة التي تصف بأنّه كان صانع العجل، و من عوامل حصول الوثنية في بني إسرائيل، و حتى أنّه اعتذر لموسى عليه السلام عليه بما هو أقبح من الذنب حيث قال: إنّهم كانوا يميلون إلى الشرّ أساسا و قد شجعتهم عليه.

في حين أنّ القرآن الكريم ينزه هذين القائدين من كل ألوان التلوّث بأدران الشرك و الوثنية.

على أنّه ليس هذا المورد هو المورد الوحيد الذي ينزّه فيه القرآن الكريم ساحة الأنبياء و الرسل، و تنسب التوراة الحاضرة أنواع الإهانات و الخرافات إلى الأنبياء المطهرين. و في اعتقادنا أنّ أحد الطرق لمعرفة أصالة القرآن و تحريف التوراة و الإنجيل الفعليين، هو هذه المقارنة بين القضايا التأريخية التي وردت في هذه الكتب حول الأنبياء و الرسل.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست