ثمّ أمره بأن يأخذ هذه التعاليم و الأوامر مأخذ الجد، و يحرص عليها بقوة فَخُذْها بِقُوَّةٍ.
و أن يأمر قومه أيضا بأن يختاروا من هذه التعاليم أحسنها وَ أْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها.
كما يحذرهم بأن مخالفة هذه الأوامر و التعاليم و الفرار من المسؤوليات و
الوظائف تستتبع نتائج مؤلمة، و أن عاقبتها هي جهنم و سوف يرى الفاسقون مكانهم سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ.
بحوث
ثمّ إن هاهنا نقاط عديدة ينبغي التوقف عندها و الالتفات إليها:
1- نزول الألواح على موسى
إنّ ظاهر الآية الحاضرة يفيد أن اللّه تعالى أنزل ألواحا على موسى عليه السلام
قد كتب فيها شرائع التوراة و قوانينها، لا أنّه كانت في يدي موسى عليه السلام
ألواح ثمّ انتقشت فيها هذه التعاليم بأمر اللّه.
و لكن ماذا كانت تلك الألواح، و من أي مادة؟ إنّ القرآن لم يتعرض لذكر هذا
الأمر، و إنما أشار إليها بصورة الإجمال و بلفظة «الألواح» فقط، و هذه الكلمة جمع
«لوح»، و هي مشتّقة من مادة «لاح يلوح» بمعنى الظهور و السطوع، و حيث