responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 210

آثاره كل مكان؟

و هناك احتمال آخر في تفسير هذه الآية و هو أنّ موسى عليه السلام طلب لنفسه هذا المطلب حقيقة، و لكن لم يكن مقصوده مشاهدته بالعين التي تستلزم جسمانيته تعالى، و تنافي نبوة موسى عليه السلام، بل المقصود هو نوع من الإدراك الباطني و المشاهدة الباطنية، نوع من الشهود الكامل الروحيّ و الفكري، لأنّه كثيرا ما تستعمل الرؤية في هذا المعنى مثلما نقول: «أنا أرى في نفسي قدرة على القيام بهذا العمل» في حين أنّ القدرة ليست شيئا قابلا للرؤية، بل المقصود هو أنّني أجد هذه الحالة في نفسي بوضوح.

كان موسى عليه السلام يريد أن يصل إلى هذه المرحلة من الشهود و المعرفة، في حين أن الوصول إلى هذه المرحلة لم يكن ممكنا في الدنيا، و إن كان ممكنا في عالم الآخرة الذي هو عالم الشهود.

و لكن اللّه تعالى أجاب موسى عليه السلام قائلا: إنّ مثل هذه الرؤية غير ممكنة لك، و لإثبات هذا المطلب تجلّى للجبل، فتحطّم الجبل و تلاشى، و بالتالي تاب موسى من هذا الطلب‌ [1].

و لكن هذا التّفسير مخالف لظاهر الآية المبحوثة هنا، و يتطلب ارتكاب التجوّز من جهات عديدة [2] هذا مضافا إلى أنّه ينافي بعض الرّوايات الواردة في تفسير الآية أيضا، فالحق هو التّفسير الأول.


[1] ملخص من تفسير الميزان، المجلد الثامن، الصفحة 249 إلى 254.

[2] فهو مخالف لمفهوم الرؤية، و لإطلاق جملة «لن تراني» و جملة «أ تهلكنا بما فعل السفهاء منّا» هذا بغض النظر عن أن طلب الشهود الباطني ليس أمرا سيئا ليتوب منه موسى، فقد طلب إبراهيم من اللّه مثل هذا المطلب في مجال المعاد أيضا و لبى اللّه طلبه.

و لو أن الجواب في مجال الشهود الباطني للّه بالنفي لما كان دليلا على المؤاخذة و العقاب.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست