responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 204

اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى أن يخلف في غيبته شخصيّة قويّة يمكنه أن يحفظ هذا المركز الحساس، و لم تكن هذه الشخصية سوى علي عليه السلام.

الإشكال الثّاني: نحن نعلم- كما اشتهر في كتب التاريخ أيضا- أنّ هارون توفي في عصر موسى عليه السلام نفسه، و لهذا لا يثبت التشبيه بهارون أن عليّا عليه السلام خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعد وفاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و لعل هذا هو أهم إشكال أورد على هذا البحث و التمسك به، و لكن جملة

«إلّا أنّه لا نبي بعدي»

تجيب على هذا الإشكال بوضوح، لأنّه إذا كان كلام‌

النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الذي يقول: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى،

خاصا بزمان حياة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما كانت هناك ضرورة إلى جملة

«إلّا أنّه لا نبي بعدي»

لأنّه إذا اختص هذا الكلام بزمان حياة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لكان التحدث حول من يأتي بعده غير مناسب أبدا (إذ يكون لهذا الاستثناء- كما اصطلح في العربية- طابع الاستثناء المنقطع الذي هو خلاف الظاهر).

و على هذا الأساس يكشف وجود هذا الاستثناء- بجلاء- أنّ كلام النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ناظر إلى مرحلة ما بعد وفاته، غاية ما هنالك و لكي لا يلتبس الأمر، و لا يعتبر أحد عليّا عليه السلام نبيّا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: إنّ لك جميع هذه المنازل و لكنّك لن تكون نبيّا بعدي.

فيكون مفهوم كلام النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هو أن لك جميع ما لهارون من المناصب و المنازل، لا في حياتي فقط، بل أنّ هذه المنازل تظلّ مستمرة و باقية لك إلّا مقام النّبوة.

و بهذه الطريقة يتّضح أن تشبيه علي عليه السلام بهارون، إنّما هو من حيث المنازل و المناصب، لا من حيث مدّة استمرار هذه المنازل و المناصب، و لو أنّ هارون كان يبقى حيا لكان يتمتع بمقام الخلافة لموسى و مقام النّبوة معا.

و مع ملاحظة أنّ هارون كان له- حسب صريح القرآن- مقام الوزارة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست