responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 203

بعض الإشكالات و الاعتراضات واهية جدا إلى درجة لا تصلح للطرح على بساط المناقشة، بل لا يملك المرء عند السماع بها إلّا إن يتأسف على حال البعض كيف صدّتهم الأحكام المسبقة غير المدروسة عن قبول الحقائق الواضحة؟

أمّا البعض الآخر من الإشكالات القابلة للمناقشة و الدراسة فنطرحها على بساط البحث تكميلا لهذه الدراسة:

الإشكال الأوّل: إن هذا الحديث يبين- فقط- حكما خاصا محدودا، لأنّه ورد في غزوة تبوك، و ذلك عند ما انزعج علي عليه السلام من استبقائه في المدينة بين النساء و الصبيان، فسلّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بهذه العبارة:

و على هذا الأساس كان المقصود هو: إنّك وحدك الحاكم و القائد لهذه النسوة و الصبيان دون غيرك.

و قد اتضح الجواب على هذا الإشكال من الأبحاث السابقة- بجلاء- و تبيّن أنّه- على خلاف تصور المعترضين- لم يرد هذا الحديث في واقعة واحدة، و لم يصدر في واقعة تبوك فقط، بل صدر في موارد عديدة على أساس كونه يتكفل حكما كليّا، و قد أشرنا إلى سبعة موارد و مواضع منها مع ذكر أسانيدها من مؤلفات علماء أهل السنة.

هذا مضافا إلى أنّ بقاء عليّ عليه السلام في المدينة لم يكن أمرا بسيطا يهدف المحافظة على النساء و الصبيان فقط، بل لو كان الهدف هو هذا، لتيّسر للآخرين القيام به، و إنّ النّبي لم يكن ليترك بطل جيشه البارز في المدينة لهدف صغير، و هو يتوجه إلى قتال امبراطورية كبرى (هي إمبراطورية الروم الشرقية).

إنّ من الواضح أنّ الهدف كان هو منع أعداء الرسالة الكثيرين الساكنين في أطراف المدينة و المنافقين القاطنين في نفس المدينة، الذين كانوا يفكرون في استغلال غيبة النّبي الطويلة لاجتياح المدينة قاعدة الإسلام، و لهذا عمد رسول‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست