لقد كان القانون الإلهي العام في دعوة الأنبياء- كما قلنا في تفسير الآية (94)
من نفس هذه السورة- هو أنّهم كلّما واجهوا معارضة كان اللّه تعالى يبتلي الأقوام
المعاندين بأنواع المشاكل و البلايا، حتى يحسّوا بالحاجة في ضمائرهم و أعماق
نفوسهم، و تستيقظ فيهم فطرة التوحيد المتكسّلة تحت حجاب الغفلة عند الرفاه و
الرخاء، فيعودوا إلى الإحساس بضعفهم و عجزهم، و يتوجهوا إلى المبدأ القادر مصدر جميع
النعم.
و في أوّل آية من الآيتين الحاضرتين إشارة إلى نفس هذا المطلب في قصّة فرعون،
إذ يقول تعالى: وَ لَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ
بِالسِّنِينَ وَ نَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ