responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 149

بادروا إلى فرعون بدعوته، و كان أوّل ما دار بينهم و بين فرعون هو: هل لنا من أجر إذا غلبنا العدوّ وَ جاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ‌؟! و كلمة «الأجر» و إن كانت تعني أي نوع من أنواع الثواب، و لكن نظرا إلى ورودها هنا في صورة «النكرة»، و «النكرة» في هذه الموارد إنّما تكون لتعظيم الموضوع و إبراز أهميته بسبب إخفاء ماهيته و نوعيته، لهذا يكون الأجر هنا بمعنى الأجر المهم و العظيم و بخاصّة أنّه لم يكن ثمّة نزاع في أصل استحقاقهم للأجر و المثوبة، فالمطلوب من فرعون هو الوعد بإعطائهم أجرا عظيما و عوضا مهمّا.

فوعدهم فرعون- فورا- وعدا جيدا و قال: إنّكم لن تحصلوا على الأجر السخي فقط، بل ستكونون من المقرّبين عندي‌ قالَ نَعَمْ وَ إِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ‌.

و بهذه الطريقة أعطاهم وعدا بالمال و وعدا بمنصب كبير لديه، و يستفاد من هذه الآية أنّ التقرب إلى فرعون في ذلك المحيط، و تلك البيئة كان أعلى و أسمى و أهم من المال و الثروة، لأنّه كان يعني منزلة معنوية كان من الممكن أن تصبح منشأ لأموال كثيرة و ثروات كبيرة.

و في المآل حدّد موعد معين لمواجهة السحرة لموسى، و كما جاء في سورة «طه» و «الشعراء» دعي جميع الناس لمشاهدة هذا النزال، و هذا يدل على أنّ فرعون كان مؤمنا بانتصاره على موسى عليه السلام.

و حلّ اليوم الموعود، و هيّأ السحرة كل مقدمات العمل ... حفنة من العصىّ و الحبال التي يبدو أنّها كانت معبأة بمواد كيمياوية خاصّة، تبعث على حركتها إذا سطعت عليها الشمس، لأنّها تتحول إلى غازات خفيفة تحرّك تلك العصي و الحبال المجوفة.

و كانت واقعة عجيبة، فموسى وحده (ليس معه إلّا أخوه) يواجه تلك‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست