responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 146

الكلام في البداية، و حيث أن عيون الملأ كانت متوجهة إليه، و لم يكن لهذا الملأ المتملق المتزلف هدف إلّا رضى رئيسه و سيده، و ما ينعكس على محياه، و ما توحي به إشارته، كرّر هو أيضا ما قاله الرّئيس، فقالوا: أجل، إن هذا لساحر عليم.

و هذا السلوك لا يختص بفرعون و حواشيه، بل هو دأب جميع الجبارين في العالم و حواشيهم.

ثمّ أضافوا: إنّ هدف هذا الرجل أن يخرجكم من وطنكم‌ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ‌.

يعني أنّه لا يهدف إلّا استعماركم و استثماركم، و إنّ الحكومة على الناس، و غصب أراضي الآخرين، و هذه الأعمال الخارقة للعادة و ادعاء النّبوة كلّها لأجل الوصول إلى هذا الهدف.

ثمّ قالوا بعد ذلك: مع ملاحظة هذه الأوضاع فما هو رأيكم: فَما ذا تَأْمُرُونَ‌؟

يعني أنّهم جلسوا يتشاورون في أمر موسى، و يتبادلون الرأي فيما يجب عليهم اتّخاذه تجاهه، لأنّ مادة «أمر» لا تعني دائما الإيجاب و الفرض، بل تأتي- أيضا- بمعنى التشاور.

و هنا لا بدّ من الالتفات إلى أنّ هذه الجملة وردت في سورة الشعراء الآية (35) أيضا، و ذلك عن لسان فرعون، حيث قال لملائه: فما ذا تأمرون. و قد قلنا:

إنّه لا منافاة بين هذين.

و قد احتمل بعض المفسّرين- أيضا- أن تكون جملة «فما ذا تأمرون» في الآية الحاضرة خطابا وجهه ملأ فرعون و حاشيته إلى فرعون، و صيغة الجمع إنما هي لرعاية التعظيم، و لكن الاحتمال الأوّل- و هو كون هذا الخطاب موجها من ملأ فرعون إلى الناس- أقرب إلى النظر.

و على كل حال فقد قال الجميع لفرعون: لا تعجل في أمر موسى و هارون، و أجلّ قرارك بشأنهما إلى ما بعد، و لكن ابعث من يجمع لك السحرة من جميع‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست