responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 130

ملامح مجتمعات المسلمين الصادقين الحقيقيين.

لقد دعا الإسلام إلى الطهارة و الاستقامة و الأمانة و الاجتهاد و الجد، فأين تلك الأمانة و الاجتهاد؟

إنّ الإسلام يدعو إلى العلم و المعرفة و اليقظة و الوعي، فأين ذلك العلم و الوعي و اليقظة؟! و إن الإسلام يدعو إلى الاتحاد و التضامن و وحدة الصفوف و التفاني، فهل سادت هذه الأصول و المبادئ في المجتمعات الإسلامية الحاضرة بصورة كاملة، و مع ذلك بقيت متخلّفة؟! لهذا يجب أن نعترف بأنّ الإسلام شي‌ء، و المسلمون اليوم شي‌ء آخر.

في الآيات اللاحقة و المزيد من التأكيد على عمومية هذا الحكم، و أن القانون أعلاه ليس خاصا بالأقوام الغابرة بل يشمل الحاضر و المستقبل أيضا- يقول: هل أنّ المجرمين الذين يعيشون في نقاط مختلفة من الأرض يرون أنفسهم في أمن من أن تحل بهم العقوبات الإلهية، فتنزل بهم صاعقة أو يصبهم زلزال في الليل و هم نائمون‌ أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى‌ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ‌.

و هل هم في أمان من ذلك العذاب في النهار و هم غارقون في أنواع اللهو و اللعب‌ أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى‌ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ‌.

يعني أنّهم في قبضة القدرة الإلهية في جميع الأحوال و الأوقات، ليلا و نهارا، في اليقظة و النوم، في ساعات الفرح و الترح، و بإشارة واحدة و أمر واحد يقضى عليهم جميعا، و يطوي صفحة حياتهم نهائيا، دون الحاجة الى مقدمات و أسباب قبلية، أو لمرور الزمان لهذا العمل.

أجل في لحظة واحدة، و من دون أية مقدمات يمكن أن تحل أنواع المصائب و النوائب بهذا الإنسان الغافل.

و العجيب أنّ البشرية الحاضرة، رغم كل ما أحرزته من تقدم ورقي في‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست