responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 108

و يحتمل أيضا في تفسير جملة إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ‌ أنّ قوم لوط كانوا يريدون بهذه العبارة أن يتهموا ذلك النّبي العظيم و أتباعه الأتقياء بالرياء و التظاهر بالتطهر، كما سمعنا و قرأنا في الأشعار كثيرا حيث يتهم الخمارون الأشخاص الطيبين النزيهين بالرياء و التظاهر، و يعتبرون (خرفتهم الملوثة بالخمر) أفضل من (سجادة الزاهد) و هذا نوع من التزكية الكاذبة للنفس التي يتذرع بها هؤلاء العصاة الأشقياء.

مع ملاحظة كل ما قيل في الآيات الثلاثة أعلاه، يستطيع كل قاض منصف أن يصدر حكمه بحق مثل هذه الجماعات و الأقوام الذين يتوسلون- في مقابل إصلاح المصلحين و نصيحة الناصحين، و دعوة نبي إلهيّ عظيم- بالتهديد و الاتهام، و لا يعرفون إلّا لغة القوة و القهر، و لهذا قال اللّه تعالى في الآية اللاحقة:

فَأَنْجَيْناهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ‌ [1] أي لما بلغ الأمر إلى هذا الحد أنجينا لوطا و أتباعه الواقعين و أهله الطيبين، إلّا زوجته التي كانت على عقيدة قومه المنحرفين فتركناها.

قال البعض: إنّ كلمة «أهل» و إن كان المتعارف إطلاقها على العائلة، و لكن في الآية الحاضرة استعملت في الأتباع الصادقين- أيضا- يعني أنّهم كانوا معدودين جزءا من أهله و عائلته أيضا، و لكن يستفاد من الآية (36) من سورة الذاريات أنّه لم يؤمن بلوط و دعوته أحد من قومه قط إلّا عائلته و أقرباؤه، و على هذا الأساس يكون لفظ الأهل هنا مستعملا في معناه الأصلي، أي أقرباؤه.

من الآية (10) من سورة التحريم إجمالا أنّ زوجة لوط كانت في البداية امرأة صالحة، و لكنّها سلكت سبيل الخيانة فيما بعد، و جرأت أعداء لوط عليه.

و في آخر آية من الآيات إشارة قصيرة جدا- و لكن ذات مغزى و معنى‌


[1] يقال «الغابر» لمن ذهب أهله و فنوا و بقي وحده، كما ذهبت عائلة لوط معه، و بقيت زوجته وحدها معه، و أصيبت بما أصيب به العصاة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست