responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 97

و ما مجي‌ء مِنْ وَرائِهِمْ‌ إلّا للتعبير عن كونهم في قبضة القدرة الإلهية من جميع الجهات، و هو محيط بهم، و ليس لهم من مخلص عن العذاب بحكم العدل الإلهي.

و ثمّة من يذهب بإرادة الإحاطة العلميّة في الآية، أي .. إنّ اللّه تعالى محيط بأعمالهم من كلّ جهة، فلا يغيب عنه سبحانه أي قول أو عمل أو نيّة.

و تقول الآية التالية: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ذو مكانة سامية و مقام عظيم.

فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ، لا تصل إليه يد العبث، و الشيطنة، و لا يصيبه أيّ تغيير أو تبديل، أو زيادة أو نقصان.

فلا تبتأس يا محمّد بما ينسبونه إليك افتراء، كأن يتهموك بالشعر، السحر، الكهانة و الجنون .. فأصولك ثابتة، و طريقك نيّر، و القادر المتعال معك.

«مجيد»:- كما قلنا- من (المجد)، و هو السعة في الكرم و الجلال، و هو ما يصدق على القرآن تماما، فمحتواه واسع العظمة، و معانيه سامية على كافة الأصعدة العلميّة، العقائدية، الأخلاقية الوعظ و الإرشاد، و كذا في الأحكام و السنن.

«لوح»- بفتح اللام-: هو الصفحة العريضة التي يكتب عليها، و (اللوح)- بضم اللام-: العطش، و الهواء بين السماء و الأرض.

الفعل الذي يشتق من الأوّل يأتي بمعنى الظهور و الانكشاف.

و يراد باللوح هنا: الصفحة التي كتب فيها القرآن، لكنّها ليست كالألواح المتعارفة عندنا، بل (و على قول ابن عباس): إنّ اللوح المحفوظ طوله ما بين السماء و الأرض و عرضه ما بين المشرق و المغرب! و يبدو أنّ اللوح المحفوظ، هو «علم اللّه» الذي يملأ الشرق و الغرب، و مصان من أيّ اختلاق أو تحريف.

نعم، فالقرآن من علم المطلق، و ما فيه يشهد على أنّه ليس نتيجة إشراقة عقلية

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست