responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 91

عَذابُ جَهَنَّمَ وَ لَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ‌.

«فتنوا»: من مادة (فتن)،- على زنة متن- و هو إدخال الذهب النّار لتظهر جودته من رداءته، و قد استعملت (الفتنة) بمعنى (الاختبار)، و بمعنى (العذاب و البلاء)، و بمعنى (الضلال و الشرك) أيضا.

و هي في الآية بمعنى (العذاب)، على غرار ما جاء في الآيتين (13 و 14) من سورة الذاريات: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ‌.

ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا: تدلّ على أنّ باب التوبة مفتوح حتى لأولئك الجناة المجرمين، و تدلّ أيضا على مدى لطف الباري جلّ و علا على الإنسان حتى و إن كان مذنبا، و في الجملة تنبيه لأهل مكّة ليسارعوا في ترك تعذيب المؤمنين و يتوبوا إلى اللّه توبة نصوح.

فباب التوبة لا يغلق بوجه أحد، و ذكر العقاب الإلهي الشديد الأليم إنّما جاء لتخويف الفاسدين و المنحرفين عسى أن يرعووا و يعودوا إلى الحق مولاهم.

و قد ورد في الآية لونين من العذاب الإلهي، عَذابُ جَهَنَّمَ‌ و عَذابُ الْحَرِيقِ‌، للإشارة إلى أن لعذاب جهنم ألوان عديدة، منها (عذاب النّار)، و تعيين‌ «عَذابُ الْحَرِيقِ» للإشارة أيضا إلى أن الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات و أحرقوهم بالنّار، سوف يجازون بذات أساليبهم، و لكن، أين هذه النّار من تلك؟! فنار جهنم قد سجّرت بغضب اللّه، و هي نار خالدة و يصاحب داخليها الذلّ و الهوان، أمّا نار الدنيا، فقد أوقدها الإنسان الضعيف، و دخلها المؤمنون بعزّة و إباء و شرف ملتحقين بصفوف شهداء رسالة السماء الحقة.

و قيل: إنّ‌ عَذابُ جَهَنَّمَ‌ جزاء كفرهم، و عَذابُ الْحَرِيقِ‌ جزاء ما اقترفوا بحق المؤمنين الأخيار من جريمة بشعة.

و تعرض لنا الآية التالية ما سيناله المؤمنون من ثواب: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست