responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 61

قيل: إنّ يدهم اليمنى تغلّ إلى أعناقهم، و يعطون الكتاب باليد اليسرى من وراء ظهورهم إيغالا في إذلالهم و إخجالهم.

و قيل: إنّ كلتي يديهم تربط من خلفهم- كما يفعل بالأسير- و يعطون الكتاب باليد اليسرى من وراء الظهر.

و قيل أيضا: ستكون وجوه المجرمين من الخلف، بدلالة الآية (47) من سورة النساء: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى‌ أَدْبارِها، فيعطون كتبهم من وراء ظهورهم و بيدهم اليسرى، كي يقرءوها بأنفسهم.

و الأنسب أن نقول: سيأخذ أصحاب اليمين كتبهم بافتخار و مباهاة في يدهم اليمنى، و كلّ منهم يقول: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ‌ [1]، و لكن المجرمين سيأخذون كتبهم بأيديهم اليسرى و بسرعة و يضعونها وراء ظهورهم خجلا و ذلا، و لكي لا يطّلع على ما فيها أحد، و لكن، هيهات ... فكلّ شي‌ء حينئذ بارز، كيف لا و هو «يوم البروز»! ...

يَدْعُوا ثُبُوراً: يصرخ بالويل و الثبور، كما هو متعارف عليه عند نزول بلاء، أو وقوع حادث شديد الخطورة.

و «الثبور»: الهلاك.

و لكنّ صراخه سوف لا يدر عليه نفعا أبدا أبدا، و لا بدّ من نيله جزاء ما اقترف: وَ يَصْلى‌ سَعِيراً أي يدخل نار جهنم.

تبيّن الآية التالية علّة تلك العاقبة المخزية: إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً.

سرورا ممتزجا بالغرور، و غرورا احتوشته الغفلة و الجهل بربّ الأرباب سبحانه و تعالى، فالسرور المقصود في الآية، هو ذلك السرور المرتبط بشدّة بالدنيا و المنسي لذكر الآخرة.


[1] سورة الحاقة، الآية 19.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست