responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 6

الواسع العميق الذي يجد فيه الغواص درّا جديدا كلما ازداد فيه غوصا.

هذه الحقيقة تتّضح لكلّ السالكين طريق القرآن، و تبعث فيهم الشوق و الاندفاع نحو طلب المزيد من مائدة كتاب اللّه، و نحو مواصلة هذا الطريق حتى نهاية رحلة العمر.

و

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال في حديثه عن القرآن: «فيه ربيع القلب، و ينابيع العلم، و ما للقلب جلاء غيره». [1]

و هذه حقيقة اخرى تلمّسناها خلال جولتنا في رحاب القرآن الكريم. و كلما عاش الإنسان جوّ القرآن أكثر يحسّ بتفتح جديد في القلب و الروح. و هذا الإحساس واضح لكلّ من دخل غمار التجربة. و باب الدخول مفتوح لمن أراد أن يجرّب.

2- من خلال هذه الجولة التّفسيرية تبيّن مدى شمول التعاليم القرآنية، و اتضح أنّ القرآن الكريم لم يترك مجالا من المجالات الحيويّة في الساحة الإنسانية دون أن يبيّن أصولها و يعيّن إطارها (التفاصيل تكفلت السنّة ببيانها).

من هنا لا يحتاج الإنسان المسلم في تنظيم حياته السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية إلى أن يولّي وجهه شطر مدارس الشرق أو الغرب، و كما

قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام: «و اعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة و لا لأحد قبل القرآن من غنى». [2]

مشكلة المسلمين تكمن في عدم معرفتهم بما بين ظهرانيهم من كنز عظيم:

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ

و الماء فوق ظهورها محمول‌

و هنا نشير مرّة اخرى إلى أن معارف القرآن و تعاليمه لا يمكن أن نتلقاها من‌


[1]- نهج البلاغة، الخطبة 176.

[2]- المصدر السابق.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست