و لكن يظهر أن التكرار تأكيد على عمومية هذه الصفات الثلاث الإلهية، و هي في
المواضع الثلاثة بمعنى واحد.
3- معنى الخناس على لسان الرّواية
روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «ما من مؤمن إلّا و لقلبه في صدره أذنان: أذن ينفث فيها الملك، و أذن ينفث
فيها الوسواس الخناس، فيؤيد اللّه المؤمن بالملك، فهو قوله سبحانه: وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ» [1].
و
روي عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام قال: «لما نزلت هذه الآية:
وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ. صعد إبليس جبلا بمكّة يقال له ثوير، فصرخ بأعلى صوته
بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا:
يا سيدنا لم دعوتنا؟
قال: نزلت هذه الآية فمن لها؟
فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا و كذا.
قال: لست لها.
فقام لها آخر فقال مثل ذلك. فقال: لست لها.
فقال الوسواس الخناس: أنا لها. قال: بماذا؟
قال: أعدهم و أمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة ... فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم
الاستغفار.