المخادعة، و وسائل الإعلام المزوّرة الملفّقة، كلها هي و أمثالها تندرج ضمن
المفهوم الواسع للوسواس الخناس و تتطلب من الإنسان أن يستعيذ باللّه منها.
ملاحظات
1- لما ذا نستعيذ باللّه؟!
الإنسان معرض للانحراف في كل لحظة، و حين يأمر اللّه نبيّه أن يستعيذ به من شر
«الوسواس الخناس» فإن ذلك دليل على إمكان الوقوع في شراك الموسوسين الخناسين.
مع أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مأمن من الانحراف بفضل اللّه و
مدده الغيبي و خضوعه التام للّه، فالآيات تأمره أن يستعيذ باللّه من شرّ الوسواس
الخناس، فما بالك بغيره من النّاس! و لا يجوز للإنسان أن ييأس أمام مخاوف
الموسوسين. فملائكة اللّه تهبّ للأخذ بناصية المؤمنين و السائرين على طريق اللّه.
فالمؤمنون ليسوا وحيدين في ساحة صراع الحق مع الباطل، بل ملائكة اللّه في عونهم: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ
اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ[1].
و لكن، على أي حال، لا يجوز للإنسان أن يغترّ و أن يحسب نفسه غنيا عن الموعظة
و التذكير و الإمداد الإلهي. يجب الاستعاذة به سبحانه دائما و يجب أن يكون الإنسان
على وعي و حذر باستمرار.
2- لما ذا تكررت كلمة «النّاس»
في سبب تكرار كلمة «النّاس» في السّورة، قيل: إن كل واحد منها لها معنى