responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 55

«الكدح»:- على وزن مدح- السعي و العناء الذي يخلق أثرا على الجسم و الروح، و يقال: ثور فيه كدوح، أي آثار من شدّة السعي.

و جاء في (تفسير الكشّاف) و (روح المعاني) و (تفسير الفخر الرازي):

الكدح: جهد النفس في العمل و الكد فيه حتى يؤثر فيها، من كدح جلده: إذا خدشه.

و الآية تشير إلى أصل أساسي في الحياة البشرية، فالحياة دوما ممزوجة بالتعب و العناء، و إن كان الهدف منها الوصول إلى متاع الدنيا، فكيف و الحال إذا كان الهدف منها هو الوصول إلى رضوان اللّه و نيل حسن مآب الآخرة؟! فالحياة الدنيا قد جبلت على المشقة و التعب و الألم، حتى لمن يرفل بأعلى درجات الرفاه المادي.

و ما ذكر «لقاء اللّه» في الآية إلّا لتبيان أنّ حالة التعب و العناء و الكدح حالة مستمرة إلى اليوم الموعود، و لا يتوقف إلّا بانتهاء عجلة حياة الدنيا، و لا فرق في توجيه معنى «اللقاء» سواء كان لقاء يوم القيامة و الوصول إلى عرصة حاكمية اللّه المطلقة، أو بمعنى لقاء جزاء اللّه من عقاب أو ثواب، أو بمعنى لقاء ذاته المقدسة عن طريق الشهود الباطني.

نعم، فراحة الدنيا لا تخلو من تعب، و الراحة الحقة .. هناك، حيث ينعم الإنسان بين فيافي جنان الخلد.

و كان نداء الآية مخاطبا عموم «الإنسان»، ليشير إلينا بأن اللّه عزّ و جلّ قد وضع القدرة و القوّة اللازمة لهذه الحركة الإلهية المستمرة في وجود و تكوين هذا المخلوق، و الذي جعل من أشرف المخلوقات قاطبة.

و استعمال كلمة «ربّ» فيه إشارة إلى ثمّة ارتباط ما بين سعي و كدح الإنسان من جهة و ذلك البرنامج التربوي الذي أعدّه الخالق لمخلوقه في عملية توجيه الإنسان نحو الكمال المطلق من جهة اخرى.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست