فقال: أظنّ أنّه قد نعيت إليك نفسك يا رسول اللّه، فقال: «إنّه لكما تقول» [1].
و ظاهر السّورة ليس فيه إنباء عن قرب رحلة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم بل عن الفتح و النصر، فكيف فهم العباس أنّها تنعي إلى الرسول صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم نفسه؟ يبدو أنّ دلالة السّورة على اكتمال الرسالة و تثبيت الدين هو
الذي أوحى بقرب ارتحال الرسول إلى جوار ربّه.
فضيلة السّورة:
وردت في فضيلة السّورة
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «من قرأها فكأنّما شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فتح مكّة» [2].
و
عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: «من
قرأ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ في نافلة أو فريضة نصره اللّه على جميع أعدائه، و جاء يوم
القيامة و معه كتاب ينطق، قد أخرجه اللّه من جوف قبره، فيه أمان من حرّ جهنّم» [3].
واضح أنّ هذه الفضيلة لمن قرأ هذه السّورة فسلك مسلك رسول اللّه و عمل بسيرته
و سنته، لا أن يكتفي بلقلقة اللسان.
[1]- مجمع البيان، ج 10، ص 554، هذه
الرّواية وردت بألفاظ مختلفة (الميزان، ج 20، ص 532).