responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 513

و قيل أيضا: «الدين» هنا بمعنى الجزاء، و لا محذوف فيها و مفهومها لكم جزاؤكم و لي جزائي‌ [1].

و التّفسير الأوّل أنسب.

5- هل هادن الشرك يوما؟

السّورة تطرح حقيقة التضاد و الانفصال التام بين منهج التوحيد، و منهج الشرك، و عدم وجود أي تشابه بينهما، التوحيد يشدّ الإنسان باللّه بينما الشرك يجعل الإنسان غريبا عن اللّه.

التوحيد رمز الوحدة و الانسجام في جميع المجالات، و الشرك مبعث التفرقة و التمزق في كلّ الشؤون.

التوحيد يسمو بالإنسان على عالم المادة و الطبيعة، و يربطه بما وراء الطبيعة بالوجود اللامتناهي لربّ العالمين، بينما الشرك يجعل الإنسان يرسف في أغلال الطبيعة، و يربطه بموجودات ضعيفة فانية.

من هنا فالنّبي الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سائر الأنبياء الكرام لم يهادنوا الشرك لحظة واحدة، بل جعلوا مقارعته في رأس قائمة أعمالهم.

السائرون على طريق اللّه من الدعاة و العلماء الإسلاميين يتحملون مسئولية مواصلة هذه المسيرة، و عليهم أن يعلنوا براءتهم من الشرك و المشركين في كلّ مكان.

هذا هو طريق الإسلام الأصيل.

اللّهم! جنبنا كلّ شرك في أفكارنا و أعمالنا.

ربّنا! وساوس المشركين في عصرنا خطرة أيضا، فاحفظنا من الوقوع في‌


[1]- و يلاحظ أن كلمة (دين) في الآية وَ لِيَ دِينِ‌ مكسورة، و كسرتها تدل على ياء محذوفة أي: و لي ديني.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست