responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 500

ثمّ العالم ممتلئ منهم و لم يبق من بني امية في الدنيا أحد يعبأ به، ثمّ أنظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر و الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السّلام و النفس الزكية و أمثالهم‌ [1].

2- إعجاز السّورة

هذه السّورة تتضمّن في الواقع ثلاثة من أنباء الغيب و الحديث عن المستقبل.

فهي أوّلا تتحدث عن إعطاء الخير الكثير للنّبي (أعطيناك الكوثر) و هذا الفعل و إن جاء بصيغة الماضي، قد يعني المستقبل الحتمي الوقوع. و هذا الخير الكثير يشمل كلّ الانتصارات و النجاحات التي أحرزتها الدعوة الإسلامية فيما بعد. و هي ما كانت متوقعة عند نزول السّورة في مكّة.

من جهة اخرى، السّورة تخبر النّبي بأنّه سوف لا يبقى بدون عقب، بل إنّ ذريته ستنتشر في الآفاق.

و من جهة ثالثة، تخبر السّورة بأنّ عدوّه هو الأبتر، و هذه النبوءة تحققت أيضا، فلا أثر لعدوه اليوم، بنو امية و بنو العباس الذين عادوا النّبي و أبناءه كانوا ذا نسل لا يحصى عدده، و لم يبق اليوم منهم شي‌ء يذكر.

3- «إنّا» بصيغة الجمع، لما ذا؟

يلاحظ في السّورة و في مواضع اخرى من القرآن أن اللّه سبحانه ذكر نفسه بصيغة الجمع (ضمير المتكلم مع الغير): إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ.

هذا التعبير لبيان عظمته جلّت قدرته. فالعظماء حين يتحدثون عن أنفسهم، فلا يعنون بشخصهم فقط بل يخبرون عمن تحت إمرتهم. و هي كناية عن القدرة


[1]- تفسير الفخر الرازي، ج 32، ص 124.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 500
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست